Şeyh Muhammed Zâfir (Arapça)
لشيخ الأستاذ محمد ظافر المدنيصاحب السجادة الشاذلية وشيخ الطريقة المدنية المربي الفاضل والمستشار الأمين الأستاذ محمد ظافر بن الشيخ محمد بن حسن بن حمزة بن ظافر المدنيولد بمصراتة بليبيا في شعبان عام 1244 هـ (النوار سنة 1829 ف). نشأ في رعاية والده فحفظ القرآن الكريم ودرس عليه الفقه والعربية ثم أخذ عنه التصوف، وقد رآه السيد محمد بن على السنوسي الخطابي الإدريسي الحسني [2] عند والده فتفرس فيه الذكاء والنجابة فطلب من والده أن يصحبه معه ويعلمه على يديه، فاعتذر له قائلا: لا غنى لي عنه، وظل معه ولازمهوبعد بلوغه خمسة عشر سنة أرسله والده صحبة الشيخ أحمد بن عبد الوارث التونسي إلى تونس في عام 1259 هـ (1843 ف) لأجل الاطلاع على أحوال منتسبي الطريقة بها، وأوصاه بالتواضع واستشهد له بقول الشريشي [3] في قصيدته ولا ترين في الأرض دونك مؤمنًا ولا كافرًا حتى تغيب في القبروالتقى في رحلته تلك بعلامة إفريقية الشيخ إبراهيم الرياحي [4] فلقي عنده القبول على صغر سنه ثم رجع إلى مسراته ولازم والده الذي استخلفه قبل وفاته على منتسبي الطريقة وأمره بتقوى الله في السر والعلن، ولم يزد سنه حينما أصبح شيخًا لطريقة عن تسعة عشر سنةبعد توليه مشيخة الطريقة قام بالحج وزار المدينة المنورة ثم قام بجولة زار فيها مدن السويس والقاهرة والإسكندرية وسيوة وجال في برقة [5] ثم زار مدن طرابلس وغدامس وغات وأوبارى وكان هدفه تفقد منتسبي الطريقة وأحوالهم وأحوال بلادهمثم قام برحلة زار فيها تونس مرة ثانية في عام 1288 ﻫ (1871 ف) والتقى فيها بالباي محمد صادق باي [6] فقابله أحسن مقابلة ثم رجع إلى مسراتةواتفق حينئذ تولي محمود نديم باشا [7] الصدارة العظمى بالدولة العثمانية وكانت له معرفة بالشيخ محمد نشأت عندما كان واليا على ولاية طرابلس بين سنتي (1277 ﻫ 1283) فأرسل له الشيخ محمد برقية تهنئه، فأجابه ببرقية يدعوه فيها لزيارة استنبول، فقام برحلة إليها في عام 1289 ﻫ (1872 ف) في عهد السلطان عبد العزيز [8]، وسمع به الأمير عبد الحميد الذي أصبح بعد ذلك السلطان عبد الحميد الثاني [9] فطلب التعرف به، فالتقاه وأخذ عن الشيخ محمد الطريقة الشاذلية، ومن استنبول سافر الشيخ إلى المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ثم عاد إلى مسراتةوبعد أربع سنوات زار استنبول مرة ثانية في عام 1293 ﻫ (1876ف) وتصادفت زيارته مع جلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش السلطنة، فطلب من الشيخ البقاء بجانبه، فاستقر باستنبولوكان الشيخ أحد مستشاريه ونصحائه المؤتمنين وسنده الروحي الذي يدعمه لمواجهة أعداء السلطنة والإسلام في ذلك الزمانوقام الشيخ بدور دعوى وسياسي هام تمثل في الدعوة إلى وحدة المسلمين مدعما دعوة السلطان إلى الجامعة الإسلامية، التي تجمع المسلمين ببلدان العالم في رابطة واحدة تحت راية الخلافةوقد أرسل مبعوثيه ومن بينهم أخوه الشيخ حمزة إلى عدد من أقطار العالم الإسلامي لحث المسلمين على الوحدة والتضامن واجتماع الكلمة، وكانت زوايا الطريقة المدنية تنتشر بكل من ليبيا والحجاز ومصر وتونس والجزائروأصدر السلطان عبد الحميد فرمانين في عام 1296 ﻫ (1879ف) بإعفاء أوقاف زوايا الطريقة المدنية من الضرائب والرسوم، وكان أحدهما يتعلق بأوقافها في الحجاز والثاني بأوقافها في ليبياوقام السلطان عبد الحميد ببناء تكية (زاوية) لطريقة المدنية في استنبول بحي بشكطاش* في عام 1305 ﻫ (1888ف) تكلفت مع مرافقها ثمانية عشر ألف ليرة عثمانيةوكان ذلك من محبة السلطان لشيخ محمد تلك المحبة التي دامت بينهما أكثر من ثلاثين عاما ولم يحدث ما يعكر صفوها حتى وفاة الشيخ محمد، وكان يثنى على السلطان في السر والعلن ويدب عنه في المناسبات العامة والخاصة، وكان يعظه في مجالسه الخاصة معه ويثبت فؤاده بالله كما هو شأن المذكرينوقد وصف بعضهم علاقته بالسلطان بأنه من حماة عرشه، وقولهم هذا من غيطهم، لأنهم كانوا يتمنون زوال حكمه بسبب حبه للإسلام ودفاعه عن المسلمين في ظل تربص الصليبين ودسائس اليهود وغيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين، الذين كانوا يسعون إلى تمزيق الدولة العثمانية وخلع السلطان عبد الحميد لكي يزول العائق الأخير أمام تنفيذ مشاريعهم ضد الإسلام والمسلمين، وهو ما فعلوه بعد خلعهواتصف الشيخ بالإضافة إلى أنه من أهل التدين بالأخلاق السمحة، وكان حليم، بشوش، وقور، ملاطف للخواطر يكلم كل زائر أو جليس بما يرتاح إليه على اختلاف الطبقات، وكان جميل اللباس يستعمل الطيب، سخيا كريما لا يتم على ماله شهر وعنده درهم، زاهدا في الدنيا لم يسعى إلى منصب مع قربه من السلطان الذي عرض عليه المناصب الرفيعة فأبى أن يقبلهاوبقي باستنبول إلى أن وفاته المنية عن عمر سبعة وسبعون سنة في منتصف ليلة الخميس الثاني من رجب عام 1321 ﻫ (23 الفاتح سنة 1903ف)وعندما سمع السلطان بالخبر بكى عليه بكاءًا شديدا ثم أمر بما يناسب المقام، وصلى عليه في جامع بشكطاش في جمع كبير، ودفن بتكية (زاوية) الطريقة المدنية عشية الخميس، وأمر السلطان ببناء قبة على ضريحه وسبيل ماءوكان الشيخ محمد من أصحاب القلم بارعًا في كتابة الرسائل كتب عديدا منها إلي أصحابه من أهل الطريقة وغيرهم، كما ألف عدة رسائل وكتب في التصوف والرحلات ومنها1- النور الساطع والبرهان القاطع رسالة أوضح فيها منهاج الطريقة المدنية، وقد طبعت باستنبول في سنة 1885ف [102- أقرب الوسائل لإدراك معاني منتخبات الرسائل. كتاب شرح فيه رسائل الشيخ العربي الدرقاوي في التصوف [113- الأنوار القدسية في تنزيه طرق القوم العلية طبع الكتاب في مجلد [12] باستنبول في عام 1304 ﻫ4- رحلة كبيرة في مجلدين عرفت بالرحلة الظافريةوقد اعتمد المؤرخ أحمد بك النائب الأنصاري كثيرا على هذه الرحلة في كتابيه المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب ونفحات النسرين والريحان فيمن كان بطرابلس من الأعيان --------------------------------------------------------------------------------المصادر والمراجع1- هذه الترجمة ملخصة بتصرف عن ترجمة كتبها الشيخ محمد المكي التونسي وأوردها الأستاذ عبد القادر زكي في كتابه: النفحة العلية في أوراد الشاذلية. ط 2 (طرابلس: مكتبة النجاح. بدون تاريخ. ص 235- 242)2- ولد بمستغانم بالجزائر في عام 1202 ﻫ (1788ف) واستقر به المقام في برقة فنشر بها دعوته الإصلاحية، وانتفع بعلمه الكثير من الناس، وتوفي بالجغبوب في عام 1276 ﻫ (1859ف).أنظر: الطاهر أحمد الزاوي. أعلام ليبيا. ط 2( طرابلس: مؤسسة الفرجاني. 1390ﻫ-1971ف) ص 360- 3613- هو تاج الدين أبو العباس أحمد بن عبد القادر بن محمد القرشي البكري المعروف بالشريشي ولد في عام 580 ﻫ (1185ف) بسلا دار البلاد بالمغرب الأقصى، ثم قدم إلى مصر وسكن الفيوم وتوفي بها في عام641 ﻫ (1243ف)، له مؤلفات في أصول الدين والنحو والتصوف، وله أنوار السرائر وسرائر الأنوار وهي قصيدة رائية في 140 بيت تعرف بالرائية الشريشيةأنظر: إسماعيل باشا البغدادي. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين. ط 3 (طهران: مكتبة الإسلامية والجعفري تبريزي.1387 ﻫ- 1967ف). مجلد1. ص 944- أبو إسحاق إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد بن إبراهيم الطرابلسي الأصل الرياحي التونسي الدار، كبير مفتي وعلماء المالكية بتونس، ولد بتستور في عام 1180 ﻫ (1766ف) ثم قدم تونس وتوفي بها في عام 1266 ﻫ (1850ف) له ديوان خطب وعدة كتب في الفقه والنحو أنظر: البغدادي . مرجع سبق ذكره. مجلد1. ص42عمر رضا كحالة. معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية. (بيروت: دار إحياء التراث العربي. بدون تاريخ). مجلد1. ص 495- برقة: اسم كان يطلق على الجزء الشرقي من ليبيا6- تولى منصب الباي في سنة 1859ف وظل فيه إلى وفاته في سنة 1882فأنظر: إحسان حقي . تونس العربية. ( بيروت: دار الثقافة. بدون تاريخ). ص1317- الصدارة العظمى: منصب في الدولة العثمانية يعادل رئيس الوزراء، تولاه في 22 جمادى الثاني عام 1288 ﻫ (7 الفاتح 1871ف) وظل فيه إلى عزله في 23 الربيع سنة 1873ف، ثم تولاه ثانية في 25 رجب عام 1292 ﻫ (23 هانيبال سنة 1875ف) وظل فيه إلى عزله في 17 ربيع الثاني عام ﻫ1293 (24 الماء سنة 1876ف) أنظر: محمد فريد بك المحامي: تاريخ الدولة العلية العثمانية. (بيروت : دار الجيل. 1397 ﻫ- 1977ف). ص 3138- تولى حكم السلطنة العثمانية بين سنتي (1861- 1876ف)أنظر: الموسوعة العربية الميسرة. مجموعة من الباحتين. (القاهرة: دار الشعب. 1407 ﻫ- 1987ف). مجلد 2. ص 11839- ولد في سنة 1842ف وتولى حكم السلطنة العثمانية بين سنتي (1876- 1909ف) وتوفي في سنة 1918فأنظر: الموسوعة العربية الميسرة. مرجع سبق ذكره. مجلد2. ص 118010- أنظر: د إسماعيل العربي. معجم الفرق والمذاهب الإسلامية. ط1(المغرب: دار الأفاق الجديدة. 1413 ﻫ- 1993ف). ص 332* أحد أحياء مدينة استنبول يقع على البسفور في الجانب الأوربي من المدينة بجوار قصر يلدز11- أنظر: البغدادي. مرجع سبق ذكره. ص 39912- أنظر: د علي فهمي خشيم. أحمد زروق والزروقية(دراسة حياة وفكر ومذهب وطريقة). ط1(طرابلس: دار مكتبة الفكر. 1395 ﻫ-1975ف). ص 326المصدر:ليبيا جيل
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php?t=10693&page=1